صفحة الفيس بوك

الأصلة من مظاهر الزواج قديماً فى العرف البدوي

كان قديماً قبل تسجيل وتوثيق الزواج كان فى العرف البدوي عند الزواج مظاهر خاصة منها ما يعرف بـ " الأصلة "




والأًصلة: هو اسم لشجرة تنبت فى الجزيرة العربية تبقى أغصانها خضراء طوال العام وحتى بعد أن يتم قطعها تبقى خضراء لفترة طويلة. ويرمز اللون الأخضر هنا لبركة الحياة الزوجية واستمرارها. كما أن الزوج يضع العود الأخضر الذى يطلق عليه "الأصلة" فى عمامته أى على رأسه أو فى جيبه تعبيراً عن احترامه وحفاظه على زوجته، والبعض يرى بأنه نوع من الفخر بزوجته.

كانت تجتمع العرب عند قراءة الفاتحة  وبعدها يحصل العريس على "الأصله ومن هذه اللحظة يصبح من حقه التردد على منزل العروس والجلوس معها فى حضور محرم (أبيها أو أخيها الكبير) وقد استمرت هذه العادة حتي وقت ليس ببعيد و كانت الأصلة بمثابة عقد زواج وكان يجتمعون فى منزل أهل العروس أو المكان الذى تستقبل فيه عشيرتها ضيوفها، ويمسك والد العروس بعود أخضر- قد يكون من فرع شجرة , ولابد وأن يكون جزءاً من نبات أخضر، ويتفاءلون بأنه أخضر وليس جافاً. ويقرأ الفاتحة والجميع يقرأون معه، ثم يقول: "بنتى طلعت من ذمتى وصارت فى ذمتك"، ويمد يده بالعود الأخضر الذى يسمى "الأصلة". ويمسكها منه العريس ويقول له: "بنتكم فى ذمتى"، ويأخذ الأصلة ويضعها فى عمامته على رأسه أو فى جيبه ويحتفظ بها فترة حتى تجف. وأثناء جلسة "مدادة الأصلة" يخرج العريس من جيبه مبلغاً معيناً و يتم بعدها الاكل وواجب الضيافه



وتسمى هذه الأشياء "تحية مدادة الأصلة". ويُعقد المجلس الذى تتم فيه عملية "مدادة الأصلة" بأحد ديار أهل العروس. وقد تُعقد هذه الجلسة فى منزل والدها أو عمها أو فى "مقعد" الضيوف تبعاً لظروف وإمكانيات منزل والد العروس. ويفضل أن تتم هذه العملية فى مكان خارج منزل والد العروس لأن النساء لا يحضرنها كما أن الأب يكون حريصاً على إتاحة الفرصة لأهل بيته للاحتفال "بمدادة الأصلة" وخصوصاً أن العريس يحرص على إحضار أخته أو والدته لزيارة العروس فى هذا اليوم. كما أن والد العروس يحرص على أن يتم مجلس مدادة الأصلة خارج منزله كنوع من الإشهار لزوج ابنته. وفى نفس الوقت يشرك جماعته القرابية فى هذا الأمر


وفى هذا اليوم تجامل الناس بعضها ومن الطبيعي ان ترى ان ابو العروسة  بيكبر أخوه أو ابن عمه ويقول نقعد عندك من شان نعطيهم أصلة البنت" (يقصد العروس) كنوع من الاحترام والتقدير المتعارف عليه فى القانون البدوي
ومنذ لحظة مدادة الأصلة تصبح العروس حلالاً لزوجها حتى ولو لم يتم الزفاف. وله أن يأخذ عروسه بدون زفاف إذا رغب فى ذلك ولكن  هذا لا  يحدث إلا فى حالة المرأة المطلقة أو الأرملة ، لأنه لا يقام مناسبة للاحتفال بالزفاف أو الحنة. "وكان العريس يأخذ عروسه إذا كانت مطلقة أو أرملة من بيت أبيها يوم ما يأخذ أصلتها".
وتتعبر العروس منذ هذه اللحظة زوجة العريس ويقال " رسنها مع أصلتها "
أى أنه عندما يحصل على الأصلة، وكأنه حصل على الحبل الذى تربط به الشاه، فإذا أمسك الرجل بحبل الشاه فقد أخذها. ولا يسمح لأى امرأة بحضور جلسة "مدادة الأصلة" بما فى ذلك العروس نفسها
تكون العروس  حلال العريس بعد "مدادة الأصله"، ولا يمنعه عنها إلا أن تكون "مدخلة "، و" الدخل" هو أن يكون أحد أبناء عمومتها يرغب فى الزواج منها وسوف نتعرض لها بالتفصيل فى موضع آخر.






0 التعليقات :

إرسال تعليق

 
Top custom blogger templates